استكشاف الآليات المعقدة التي تحكم طي البروتينات وتأثيرها على وظائف الخلايا
نظم م.د. أحمد محمد سيد أحمد ورشة عمل دولية متخصصة حول عملية طي البروتين، التي تُعد من العمليات البيولوجية الأساسية التي تحدد الهيكل والوظيفة الفعالة للبروتينات داخل الخلايا. جاءت الورشة بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين في مجال البيولوجيا الجزيئية والعلوم الحيوية، حيث تم تسليط الضوء على تفاصيل هذه العملية المعقدة التي تحدد قدرة البروتين على أداء مهامه الحيوية.
في بداية الورشة، شرح م.د. أحمد العملية البيولوجية لطي البروتين باعتبارها عملية يتخذ فيها البروتين هيكله ثلاثي الأبعاد الوظيفي بناءً على تسلسل الأحماض الأمينية. وبيّن أن عملية الطي تتكون من ثلاث مراحل رئيسية:
- التكوين السريع للهياكل الثانوية: مثل اللولب ألفا والصفائح بيتا، وهي الهياكل الأساسية التي يبدأ البروتين في تكوينها.
- إعادة تنظيم الهياكل الثانوية لتكوين الهيكل الثالثي: من خلال التفاعلات بين السلاسل الجانبية للأحماض الأمينية.
- تجميع البروتينات متعددة الوحدات: حيث يتم تجميع الهياكل الثالثية لتكوين الهيكل الرباعي في البروتينات التي تحتوي على أكثر من وحدة فرعية.
كما تناول م.د. أحمد مفارقة ليفانثال، التي تشير إلى أن عدد التشكيلات الممكنة للبروتين هو هائل للغاية، مما يجعل من غير الممكن العثور على التكوين الصحيح باستخدام التجربة والخطأ في وقت قصير. ورغم ذلك، أشار إلى أن البروتينات تلتوي بسرعة مذهلة داخل الخلايا بفضل آلية طي موجهة تقلل من المسارات الممكنة للطاقة الحرة، وبمساعدة مرافقات البروتين (Chaperones) التي تضمن الكفاءة والدقة في الطي.
وأوضح م.د. أحمد أن هذه العملية تعتبر من أهم التحديات التي يواجهها الباحثون في فهم كيفية تعامل الخلايا مع البروتينات المتعددة، وكيفية ضمان الطي الصحيح للبروتينات لتجنب الأمراض المرتبطة بأخطاء الطي مثل مرض الزهايمر وأمراض العيون الوراثية.
الورشة كانت فرصة مثالية للباحثين لتبادل الأفكار وطرح الأسئلة حول الآليات البيولوجية الدقيقة التي تحكم هذه العملية الحيوية. كما تطرقت الورشة إلى التطبيقات المحتملة لهذا المجال في تطوير العلاجات الطبية وتحسين فهمنا لكيفية تأثير التغيرات في البروتينات على الصحة والمرض.
تُعد هذه الورشة خطوة هامة نحو توسيع آفاق البحث في مجال البيولوجيا الجزيئية، مما يعزز التعاون الدولي في دراسة كيفية تأثير طي البروتينات على الحياة الخلوية وفتح أفق البحث العلمي في هذا المجال.
